بما أن الموسيقى والطرب من الترفيه الذي يبحث عنه الكثير من الشباب، إلا أن هواة الموسيقى لا يزالون يمارسون هواياتهم داخل الغرف المغلقة، وفي الاستراحات الخاصة، وفي المخيمات، بعد نظرة المجتمع السلبية للعازفين ومحبي الموسيقى، كما أن محبي الحفلات الغنائية يقطعون تذاكر السفر لحضور حفلة غنائية في دول عربية مجاورة. ويعتبر الكثير من هواة الغناء أن الترفيه ناقص إذا لم يدخل في حساباته الموسيقى كنوع من الهوايات التي يبحث عنها الكثير من الشباب. عامر محمد (شاب في العشرين من عمره) يعزف على العود منذ صغره، ولكن يرى أن هوايته لا يوجد لها مكان في السعودية، فعزفه في الأماكن العامة ممنوع، كالبر أو على شاطئ البحر، كما أن ممارسته لهوايته في حفلات عامة ضرب من الخيال، لذلك إذا أحب هو وأصدقاؤه أن يعزفوا على الآلات الموسيقية والغناء يبحثون عن أماكن بعيدة عن التجمعات ويغنون بعيدا عن الرقابة التي فرضها عليهم المجتمع. وينتظر محمد الغامدي أن تعمل الجهات المعنية بالشباب والترفيه على تنظيم حفلات غنائية للفنانين السعوديين الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم، ولا نرى لهم أي حفلة في الداخل، فهم دائما ما يحييون حفلاتهم في الخارج، رغم أنهم سعوديون والفرقة سعودية، ولكن لا تزال الحفلات الغنائية مهاجرة للخارج، ويقول، «كانت في السابق تقام حفلات غنائية كبيرة في المدن الكبرى كجدة والدمام، ولكن منذ عشرة أعوام تقريبا وقفت كل تلك الحفلات، وما إذا أردت حضور حفلة لفنان سعودي، فما عليك سوى أن تتتبعه إلى أن يقيم حفلة في القاهرة أو دبي أو الدوحة، وتذهب هناك لحضورها، فلماذا لا تقام تلك الحفلات في الداخل». ويقول علي المرواني، لم أطالب بمعهد لتعليم الموسيقى فأنا قد اجتهدت لتعلمها بنفسي بعد أن تعبت في البحث عن مدرب، كما استفدت من الإنترنت في تطوير قدراتي، ولكن الشيء الصعب الذي لا أتقبله إلى الآن، أني لا أجد فرصة لإحياء حفلة موسيقية في مدينتي، تهتم باستقطاب الشباب، فالموسيقى نوع من الترفيه، ولا نجد تلك الفرص إلا في النادر، حيث تنظم تلك الحفلات جمعيات الثقافة والفنون دون أن يعلنوا عنها، خوفا من المجتمع ومن المنع المفروض علينا.